مسقط 

أطلقت الأكاديمية السُلطانية للإدارة “برنامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي” الذي يهدف إلى إعداد قيادات وطنية ممكنة في مجالات رسم وصياغة وتنفيذ السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي لتحقيق التنافسية الوطنية، ضمن مسارين لأصحاب السعادة الوكلاء والمديرين العامين -ومن في حكمهم- بوحدات الجهاز الإداري للدولة.

وصرح سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي رئيس الأكاديمية السُلطانية للإدارة أن “برنامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي” جاء بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بتطوير القيادات الوطنية وبالأخص تلك التي تعمل على السياسات العامة و التخطيط الاستراتيجي، وأن تركيز البرنامج على فئتيّ أصحاب السعادة الوكلاء ومديري العموم -ومن في حكمهم- يأتي تماشيًا مع اختصاصات الأكاديمية ودورها في تطوير القيادات الوطنية بمختلف المستويات الإدارية لتعزيز آفاق الاقتصاد العُماني وتنافسيته والمساهمة في بناء جهاز إداري مبتكر وصانع للمستقبل.

وأضاف سعادته أن البرنامج سيعمل على إطلاع المُستفيدين من قيادات الجهاز الإداري بالدولة على التوجهات العالمية وآخر التطورات في التفكير الاستراتيجي والتخطيط، ورسم وصياغة السياسات العامة وأدوات تنفيذها ، وأوضح سعادته أن البرنامج صُمم بالتعاون مع مؤسسات رائدة عالمياً مثل كلية الخدمة المدنية، وكلية لي كوان يو للسياسات العامة بسنغافورة، والمعهد الدولي للتطوير الإداري (IMD) بسويسرا مع التركيز على السياق المحلي لسلطنة عُمان، وسيتضمن البرنامج العديد من أساليب التعليم التنفيذي كالمحاضرات، ودراسة الحالة، وورش العمل والمشاريع التطبيقية، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية .

يستهدف المسارٌ الأول أصحاب السعادة الوكلاء -ومن في حكمهم- بواقع 25 مشاركًا من أصحاب السعادة الوكلاء ومن في حكمهم بوحدات الجهاز الإداري للدولة، حيث سيتعرف المشاركين على تأثير الاتجاهات والتطورات العالمية على سلطنة عُمان وأولوياتها الوطنية في معالجة تطوير وتنفيذ السياسات العامة على مختلف المستويات، وتحليل وتطوير وتقييم الاستراتيجيات والسياسات، وتمكينهم من المهارات التي تُساعدهم على توصيل السياسات العامة إلى مختلف فئات المجتمع، وكيفية تعزيز التعاون والتنسيق بين وحدات الجهاز الإداري للدولة لتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040.

وتتضمن رحلة المسار (8) وحدات تعلّم تنفيذي تتناول التطورات العالمية والإقليمية ذات الصلة بالتفكير الاستراتيجي والتخطيط، وصياغة السياسات العامة وتقويمها، وأفضل الممارسات في مجال مراجعة السياسات، وورشة عمل للتفكير والاستشراف المستقبلي، والتنافسية في سلطنة عُمان، بالإضافة إلى العمل على مشاريع تطبيقية.

أما المسار الثاني فيستهدف مديري العموم -ومن في حكمهم- بواقع 36 مشاركًا من المديرين العامين -ومن في حكمهم- بوحدات الجهاز الإداري للدولة، حيث سيساعدهم على فهم تأثير الاتجاهات والتطورات العالمية على تنافسية سلطنة عُمان، وصياغة السياسات العامة وتطوير آليات تنفيذها، ومعرفة آلية التعامل مع تحديات التنفيذ الفعّال للسياسات العامة، وكيفية ترجمة الاستراتيجيات الوطنية إلى خطط عمل تنفيذية، وتقييم ومراجعة مدى فاعلية السياسات العامة وفق مؤشرات الأهداف والنتائج، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة التعاون عبر المؤسسات الحكومية وعلى مستوى الموظفين.

ويتكون المسار من (9) وحدات تعلم تنفيذي يستكشف المشاركون من خلالها التوجهات العالمية الحديثة في مجالات صياغة السياسات العامة وتحديات تنفيذها، وترجمة الخطط الاستراتيجية إلى خطط تنفيذية، وتحليل مؤشرات التنافسية بسلطنة عُمان، بالإضافة إلى تقديم مشاريع تطبيقية وزيارة تعليمية لسنغافورة.

وتضم قائمة الشركاء للتطور الحكومي في تنفيذ البرنامج كُلاً من “كلية الخدمة المدنية” والتي تُعّد المؤسسة التعليمية المركزية للخدمة العامة بسنغافورة، وتعمل على تطوير الخدمات العامة لمواجهة تحديات المستقبل، كما تعمل على مشاركة تجربة حكومة سنغافورة وأفضل ممارساتها، وكذلك “كلية لي كوان يو للسياسات العامة” التابعة لجامعة سنغافورة الوطنية والتي تُعد من أفضل الجامعات الآسيوية، وتهدف إلى تطوير قيادة الفكر وتحسين معايير الحكم وتعزيز الاستدامة، وأيضًا “المعهد الدولي للتطوير الإداري” (IMD) من سويسرا والذي تأسس قبل 75 عامًا بهدف تطوير القيادات وتحويل المؤسسات، حيث يُصنّف كواحد من أرقى المعاهد عالمياً في مجال الاقتصاد والإدارة، إذ تصدر المراكز الثلاثة الأولى في التصنيف العالمي السنوي للتعليم التنفيذي حسب الفاينانشال تايمز ، والمراكز الخمسة الأولى لأكثر من 15 عاماً على التوالي، كما يتضمن المعهد مركز التنافسية العالمية والذي يصدر الكتاب السنوي للتنافسية العالمية.

الجدير بالذكر أن الأكاديمية السُلطانية للإدارة تحظى بالرعاية الفخرية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه – منذ تأسيسها في يناير 2022م، وتهدف إلى تطوير القيادات الوطنية بمختلف مستوياتها الإدارية بالقطاعين العام والخاص؛ وذلك من خلال منظومة متكاملة من المراكز المتخصصة والمبادرات والبرامج التي تستند إلى أبرز مفاهيم وأساليب الإدارة الحديثة.