نجدد العزم عامًا بعد عام لنرتقي بعمان إلى مصاف الدول المتقدمة
 

إيمانًا من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بأهمية تطوير رأس المال البشري في القطاعين العام والخاص بسلطنة عُمان، ومواءمةً مع متطلبات رؤية عُمان 2040 التي ترنو إلى إعداد الكوادر العٌمانية وتدريبها لتعزيز آفاق الاقتصاد العُماني ورفده بالقيادات المُمّكنة والكفاءات الوطنية، تأسست الأكاديمية السُّلطانية للإدارة وفقاً للمرسوم السلطاني ٢ /٢٠٢٢ في الحادي عشر من يناير تحت الرعاية الفخرية السامية لصاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه-.
حيث أولت الأكاديمية السلطانية للإدارة – منذ تأسيسها – اهتماماً بتطوير المجتمعات القيادية لمختلف القطاعات لبناء جهاز إداري مبتكر وصانع للمستقبل ومولّد للفرص؛ وذلك من خلال تمكين القيادات الوطنية وتطويرها بمختلف مستوياتها الإدارية وفق المنهجيات الإدارية الحديثة.

تحتضن الأكاديمية السلطانية للإدارة أهم المجتمعات القيادية من مختلف القطاعات لخلق قنوات تواصل مشتركة ومسارات لتظافر الجهود وهي، القطاع الحكومي والذي يعنى بعملية تطوير القيادات الوطنية بمختلف مستوياتها الإدارية في الحكومة، حيث يستهدف القيادات العليا والتنفيذية لبناء قدرات القيادات المستقبلية وتكوين مجتمع من المؤهلين قياديًا، وتم تنفيذ (6) برامج تنفيذية وهي، برنامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي والذي يشتمل على ( مسار أصحاب السعادة الوكلاء، ومسار المديرين العامين)، وبرنامج الماجستير في القيادة والإدارة، وبرنامج تدريب مدرب معتمد، بالإضافة إلى البرنامج الوطني لتطوير القيادات واستشراف المستقبل، والبرنامج الوطني لتطوير القيادات التنفيذية ( وهو برنامج يضم مشاركين من القطاعين معًا) لــــ (247) مشارك من أكثر من (60) جهة مستفيدة.
أما بالنسبة لقطاع الأعمال والذي يشتمل على (3) برامج تنفيذية تضم برنامج القيادات الاقتصادية (التوسع التجاري في السوق الصيني)، وبرنامج رؤساء مجالس إدارة الشركات الحكومية والبرنامج الوطني لتطوير القيادات التنفيذية في القطاعين معًا، حيث تم تنفيذ البرنامج بمشاركة (338) مشارك متضمنًا (11) موضوعاً فكرياً ومعرفيًا و(9) جلسات حوارية لأكثر من (96) جهة مستفيدة.
بالإضافة إلى الإدارة المحلية والذي يعنى بتنمية المحافظات، وتعزيز القدرات في مجالات الحوكمة واللامركزية الإدارية والاقتصادية، والتزويد بأفضل الممارسات في الإدارة المحلية، بما ينعكس إيجابًا على تنمية المحافظات وتعزيز تنافسيتها، ويضم المبادرة الوطنية لتطوير الإدارة المحلية والتي يندرج تحتها برنامج أصحاب السمو والمعالي والسعادة المحافظين ورئيسيّ بلدية مسقط وظفار، وبرنامج أصحاب السعادة الولاة ، ويضم البرنامجين (44) مشارك من (11) محافظة من محافظات سلطنة عُمان، وتضمن البرنامجين (8) جلسات حوارية وفكرية، و عدد (2) زيارة ميدانية.
إضافة إلى ذلك قيادات مجلس عُمان، حيث تم تنفيذ البرنامج التعريفي للمكرمين وأصحاب السعادة أعضاء مجلس عُمان بمشاركة (176) عضواً من مجلسي الدولة والشورى، وتم طرح (9) موضوعات فكرية ومعرفية خلال (4) جلسات حوارية.
الجدير بالذكر بأنه بلغ عدد خريجي برامج الأكاديمية السلطانية للإدارة أكثر من (600) خريج ومستفيد من مختلف المبادرات والبرامج.
وعبر عدد من أصحاب المعالي والسعادة والضيوف والشركاء والمشاركين في برامج ومبادرات الأكاديمية السلطانية للإدارة عن آرائهم حول برامج الأكاديمية وتجاربهم ومشاركاتهم المتضمنة للعديد من الجلسات والزيارات والحوارات الممنهجة، واطلاعهم على أفضل الممارسات المحلية والدولية في مختلف مجالات الإدارة والقيادة والتخطيط وغيرها، وعبر معالي السيد إبراهيم البوسعيدي محافظ مسندم خلال مشاركته في برنامج المحافظين والذي يأتي ضمن المبادرة الوطنية لتطوير الإدارة المحلية: ” يعد البرنامج مهم جدًا، حيث يلامس الكثير من القضايا المرتبطة باللامركزية، والحوكمة، ورفع كفاءة اللامركزية بحيث أنها تحقق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية”. 

وقال معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد خلال تخريج البرنامج الوطني لتطوير القيادات التنفيذية في القطاعين الحكومي والخاص معًا: ” إن إطلاق هذا البرنامج، والذي يعكس الاهتمام السامي لتطوير القيادات في القطاعين بشكل متوازن يدفع نحو الشراكة التي تستوعب الأدوار الجديدة للحكومة كمحرك للتنمية والإدارة الجديدة للقطاع الخاص كمشغل لها، وذلك للتأسيس لمرحلة جديدة لمستقبل الأعمال في سلطنة عُمان”.
وأضاف البروفيسور سانجيف خاجرام العميد والرئيس التنفيذي لكلية ثندربيرد للإدارة العالمية بجامعة ولاية أريزونا: ” أننا فخورون بشراكتنا وارتباطنا مع مؤسسة مرموقة كالأكاديمية السلطانية للإدارة، وأننا نتطلع للمساهمة مع الاكاديمية في جهودها الطموحة والفاعلة في تطوير قيادات القطاعين الحكومي والخاص بسلطنة عُمان ليصبحوا جاهزين للمستقبل”.
كما قال المهندس أحمد الهدابي – المدير التنفيذي بوحدة التخطيط الاستراتيجي في هيئة تنظيم الاتصالات معبرًا عن مشاركته في برنامج السيسات العامة والتخطيط الاستراتيجي، ” كانت تجربة رائدة أتاحت لنا الاطلاع على أفضل الممارسات في إعداد السياسات العامة، كما أنها كانت بمثابة فرصة سانحة لنا كمشاركين لتعزيز التعاون بيننا مما سينعكس إيجابًا على زيادة التعاون بين وحدات الجهاز الإداري للدولة”.
وتعاونت الأكاديمية السلطانية للإدارة مع عدد (89) من الشركات المحلية والمؤسسات الصغيرة في (13) مجال مختلف من مجالات القيادة والإدارة وغيرها، حيث بلغت نسبة الاستفادة من الشركات المحلية ما يقارب 32.5%، إضافة إلى ذلك تم تأهيل (24) مدرب عُماني، وبلغ عدد الميسرين في مختلف المحافظات (26) ميسر.
أما جانب التواصل الاجتماعي والوصول إلى صفحات الأكاديمية السلطانية للإدارة على مختلف منصاتها بلغ (1.1) مليون، و (529) ألف عدد مرات الظهور والتفاعل على مختلف صفحاتها الاجتماعية.
واستقبلت الأكاديمية السلطانية للإدارة عددًا من الزوار من عدد من المؤسسات المحلية والعربية والدولية، عبروا خلال زيارتهم عن آرائهم حول المبنى وتجهيزاته، حيث قال ملهم بن بشير الجرف من جهاز الاسثمار العماني: ” الزيارة كانت مثمرة، ولقد أبهرتني الأكاديمية بهيكلها والقائمين عليها، وتعد الأكاديمية نموذجًا يحتذى به، وهي فخر لنا جميعًا كعمانيين”، وأضاف موسى بن خلفان المقبالي من مركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية : ” مبنى الأكاديمية به التجهيزات الفنية من أجهزة حديثة ووسائل مساندة غاية في التطور “، كما عبر سعيد بن سالم الحجري من جهاز الرقابة المالية والإدارية عن رأيه بعد زيارته لمبنى الأكاديمية، حيث قال: ” زيارتنا للمبنى مميزة وبمستوى عالي من التنظيم والالتزام بالوقت، وهي صرح نفخر به من كافة الجوانب، ويتضمن كوادر تعمل بمهنية عالية”.
وفيما يتعلق بالخدمات الرقمية والتحول الرقمي، طبقت الأكاديمية أكثر من (150) خدمة مرقمنة لتعزيز تجربة المستخدم الرقمية، من أبرز المبادرات الرقمية التي نفذتها الأكاديمية، منصة مساحتي الإلكترونية، ومبادرة الذكاء الاصطناعي للرد على الاستفسارات، بالإضافة إلى أنظمة دخول المبنى، ولوحة متابعة الأداء، ومبادرة “جاهز” للدعم الفني، كما ساهمت الأكاديمية في تعزيز الاستدامة من خلال تنفيذ عدد (3) مبادرات صديقة للبيئة.
وبلغت نسبة رضا الموظفين خلال خطة ورحلة الانتقال إلى مبنى الأكاديمية أكثر من (94)%، هذا وقامت الأكاديمية بتوفير (47) فرصة تدريبية وتطويرية للموظفين بهدف الاسهام في تطويرهم وأكسابهم العديد من المهارات في مختلف المجالات.
مسيرة قيادية ممتدة الأثر.. نقف اليوم على أبرز محاطاتها بفخر واعتزاز.. نعيد إرساء الخطط، ونجدد السعي؛ لنواصل اعداد قيادات تساهم بكفاءة في تحقيق رؤية عُمان المستقبلية.